الحظ النائم
كان يا مكان في قديم العصر والاوان ....انسان اسمه عبد الحميد,لا يحب العمل ولا يحب الحركه, دائما ما يكون نائم او جالس في احد المقاهي , للحديث او لتمضيه الوقت , لم يكن يقلق او يهمه شيء
لكن اصابه الملل من قله العمل والتسكع على المقاهي والمجالس
لانه لا يعرف اي مهنه من المهن المعروفه في زمانه
حاول ان يعمل مساعد او عامل في احدى الورشات او المحلات
لم ينجح
حاول ان يكون بائع متجول , ايضاً لم ينجح
المهم ان محاولاته كانت دائما تواجه الفشل سواء بسبب او بدون سبب
نصحه احد العرافين بنصيحه ادهشته, بل اقنعته
قال له هذا العراف ان حظه قد يكون نائم اذهب وايقظه, عندها سوف تفتح لك الدنيا ابوابها من جميع النواحي
عبد الحميد جهز نفسه للسفر, لان الملل قد اصابه من قله الحال والمال
مشواره كان طويل جداً وصعب, لانه سوف يعبر فيه بلاد وجبال وصعاب كثيره
بعد مرور ايام او شهور على بدايه سفره, التقى بمارد كبير جدا من آكلي لحوم البشر
اراد ان ياكله, قال له انا انسان صغير وضعيف ولا اعتقد انني سوف اشبعك
لكن استطيع ان اساعدك بما هو افضل من هذا, المارد توقف او اقتنع بكلامه
قال له انني ذاهب الى ارض الحظوظ النائمه وسوف اعمل على ايقاظ حظك واسئله عن حالك
او عن مشاكلك اذا كان عندك اي نوع من المشاكل
المارد تكلم وقال نعم نعم عندي مشكله كبيره وارجو ان تجد لي جواب عليها من هناك من بلاد الحظوظ النائمه
مشكلتي انني لا اشبع مهما اكلت
عبد الحميد وعد المارد بان يجد له الجواب على مشكلته عندما يعود, وتركه ينطلق
اكمل طريقه بين الجبال والوديان الى ان غابت عليه الشمس واراد ان ينام كما كان يفعل دائما لانه لا يحب المسير في الليل لما فيه من الخطر على حياته, لكنه وعند المغيب تماماً وجد نفسه امام سور ضخم يلتف حول مملكه كبيره وجميله , وبعد عدة محاولات وجد طريقه للدخول الى تلك المملكه لانها كانت مغلقه بسبب المغيب , لكن المسكين وقع في الاسر من جنود الحراسه, ارادوا ان يقتلوه بسبب فعلته, لكن ملك تلك الديار منعهم من قتله بعد ان سمع قصته
قال له الملك انه سوف يتركه في سبيله , على شرط ان ياتي له بجواب على سؤال من بلاد الحظوظ النائمه , وافق المسكين , وكان السؤال ان الناس لا يهابونه على الرغم من انه الملك لكل البلاد , وعده عبد الحميد بان ياتي له بالجواب , ومضى في طريقه , وبعد عدة ايام من السير بين الجبال والوديان التقى بمجموعه من الاخوء يحفرون الارض في كل شبر , انهم يبحثون عن الكنز الذي قال لهم عنه والدهم قبل ان يموت , انهم يحفرون منذ زمن طويل لكن دون جدوى , امضى عندهم ليلته واطعموه واحسنوا استقباله , طلبوا منه بعد ان سمعوا بقصته ان يدلهم على مكان الكنز المدفون وان ياتي لهم بالجواب من بلاد الحظوظ النائمه , وعدهم بان يفعل
وفي الصباح الباكر اكمل طريقه بعد ان حملوه من الطعام والشراب ما يكفي للمسير
وبعد عده ايام وشهور من السير الطويل , وصل الى ذلك الجبل حيث تنام الحظوظ لكل الناس
ايقظ حظه النائم اولا وسئله عن حاله , اجابه لا تقلق يا عبد الحميد لان حظك كان عاثر طوال هذه السنوات بسبب نومي , الآن انا فقت من النوم لا تقلق تستطيع ان تذهب الى ديارك وانت مطمئن لانني افقت من نومي
فرح كثيرا بما سمع واطمئن حاله , ثم انطلق بعدها لايقاظ حظوظ الملك والمارد والاخوة اصحاب الارض
واخذ منهم الجواب على مشاكل كل منهم , وانطلق في طريق العوده
وصل الى الاخوة الذين يحفرون الارض وقال لهم انتم حفرتم الارض كفايه , افتحوا عليها الماء وسوف يظهر الكنز بعد فتره قصيره جدا , فعلا وبعد عده ايام بدات الازهار والنباتات تظهر في الارض وبدأت المحاصيل تاتي من كل صوب , ساعتها فهم الاخوة حكمه والدهم , طلبوا من عبد الحميد ان يبقى معهم وان يتقاسم معهم الارض والمحاصيل ضحك عبد الحميد وقال لا شكرا الآن انا لا حاجه لي باي احد لان حظي قد افاق من نومه , ثم شكرهم وغادر المكان وبعد عدة ايام وصل الى المملكه , دخل على الملك وقال له عندي جواب على سؤالك , لكن يجب ان تعدني بالحفاظ على حياتي لان ما ساقوله خطير وسر كبير , قال له الملك اعطيك الامان تكلم , قال عبد الحميد وهو متردد , سيدي انهم لا يهابونك لانك لست رجل, ضحك الملك وقال فعلا انا لست رجل , انما انا عملت نفسي رجل لكي اكون ملك على هذه البلاد , وبما انك الوحيد الذي يعرف هذا السر , اقترح عليك الزواج مني وانت سوف تصبح الملك , عبد الحميد ضحك وقال انا لا اريد ان اكون ملك , لقد افاق حظي من نومه وانا لست بحاجه الى اي شيء , ثم انطلق في طريق العودة من جديد الى دياره , وبعد مسير عدة ايام وصل الى المارد وهو سعيد لانه يحمل له الجواب على سؤاله قال له المارد قبل ان تعطيني الجواب على سؤالي اخبرني عن رحلتك بالتفصيل, وبعد ان سمع المارد القصه بالكامل قال له , الآن اعطيني الجواب عن سؤالي , لماذا لا اشبع من الاكل مهما كان , قال له عبد الحميد, يقول لك حظك النائم .. يجب ان تجد اغبى انسان على هذا الكوكب وتاكله , بعد ذلك لن تجوع ابداً , نظر اليه المارد وقال
والله لن اجد من هو اغبى منك ابدا , ثم اكله