القزم
جلست ذات مساء أفكر في إلا شي ولا اعرف كيف أتخلص من عادتي هذه حتى ضاق بي جسدي من شدة السهاد والتعب والأرق .. ولكن هذه ألليله أردت أن احلم .. واحلم .. واحلم .. فأنا لا اعرف غير الأحلام
شعرت بالتعب فأغمضت عيناي واسترسلت في أحلامي حتى شعرت بيد صغيره حانية تداعب اهدابي .. فتحت عيناي ... فرأيت قزما يبتسم في وجهي خفت ثم شعرت باطمئنان غريب ..!!
قال لي : لا تخافي أنا أعرفك جيدا ، وسوف أعطيك كل ما تحلمين به .. ولكن لي شرط أن تختاري !!
اعتقدت في بادية الأمر أني جننت كي أفكر بهذا ولكن صراخه أيقظني وهو يقول : إلا تسمعين ما أقول ؟؟
فقلت : بصوت خائف بل .. ثم تأملته قليلا وقلت ما اسمك ؟
قال : ليس مهم ناديني بقزم
قلت : أنت تريد ذلك ؟
قال : لا يهم ، اسمعي ماذا تختارين
موسيقى أم كتاب
قلت : الاثنان معا .. الموسيقى حين ارغب بالهدوء والاسترخاء ، والكتاب للمعرفة عند الضياع
قال : أنتي طماعة ولكن قبلت . . إذا هما أما صديق !؟
قلت : جميعهم فحاجتي لصديق كبيره فلمن أتحدث واسرد معاناتي
قال : الم اقل اختاري .. أذا اختاري بينهم جميعا أم المال ولن أرضى بأخذ كل شي
قلت : اسمع أيها القزم جئتني من حيث لا ادري .. اقتحمت عالمي وها أنت تتحدث معي وتعرف كل شي عني .. فكيف تخيرني بين ما احتاجه بكل جوارحي فلا أظن انك ظالم ، وليتك لم تأتي إلي .
قال : سألتك منذ البداية إني سوف أضعك في اختيار وأنتي قبلتي .. فكيف تتراجعين الآن ؟ أنتِ طماعة وتحبين امتلاك كل شي ..
قلت أنت تظلمني ! فقل كل ما تريد ولن أتراجع ، ولكن خيرني بكل كل ما قدمت والموت وعندها فقط سوف اختار
قال بدهشة : حقا سوف تختارين ولن تندمي ؟ انتظر الرد تم أكمل ها أنا خيرتك لن يكون لكِ كل ما ترغبين فهل تقبلين الموت ؟
قلت : فما حياتي أن لم أجد شيئا منهم كيف أتصور حياتي دون المال ، والكتاب ، والصديق ، والموسيقى وكل شي !!! أن لم تعطني كل هذا فماذا تسوى الحياة
قال : لن أتراجع يا صغيرتي ولكن خذي كل شي قبل أن أعطي قرار نهائي وسوف أعود لك ربما انتزعت منك كل شي فعيشي بهناء حتى أعود بقراري الأخير
فرحت بكل شي ولكن ماذا افعل بكل هذا المال ؟ مرت الأيام وأنا أفكر ماذا افعل وكيف اصنع سعادتي .. انتظرت عودت ذلك القزم ولكنه لم يعود تأخر وأنا انتظر حتى قتل الانتظار سعادتي ..
مللت الحياة والناس حتى جاء ذات مساء دون أن أتصور أني قد أره .
قال : هل انتظرني كثيرا ؟
قلت : نعم .. أين ذهبت .. ولماذا تأخرت ؟
قال : لما انتظرني هل هو خوف أما شوق !
قلت : لا ادري ولكن انتظرت ولم أكن خائفة
قال : أعطيتك كل شي .. لماذا لم تستمعي للموسيقى .. أو تأخذي كتاب يضيع وقت الانتظار .. وأين ذهب الأصدقاء الذين تتحدثين معهم .. لماذا لم تستعيني بالمال ؟؟؟؟
قلت : لا ادري لم تكن سعادتي أن امتلك المال
قال : نعم ، لقد اخترت لك أن تعيشين كما تريدين هذا كل شي .. أنت بسيطة لا تستطعين عمل أي شي سوى أن تحلمين ، وتستمتعين بالأحلام حد الجنون فهي كل ثروتك .. فهنيئن لك هذه الأحلام ووداعا يا عزيزتي ..
.. أحلام سعيدة .
كان أجمل الأحلام في حياتي وعرفت بعد ذلك من أنا .. وماذا أريد ولماذا .. ؟