كرة اليد (الجزء الثاني)
*رمية الجزاء:
تحتسب رمية الجزاء عندما يقوم أحد لاعبي الدفاع أو الإدرايين أو المتفرجين بتفويت فرصة حقيقة للفريق الآخر في تسجيل هدف بشكل غير قانوني، وهي تتم على مسافة 7 أمتار من المرمى. كما تحتسب هذه الرمية في حالة ما إذا تسبب أحد الحكمين في اعتراض فرصة قانونية لإحراز هدف لسبب أو لآخر. ويتقدم الرامي خطوة للأمام مع وضع أحد قدميه على الخط الذي يبعد عن المرمى بمسافة 7 أمتار، ولا يوجد بينه وبين المرمى سوى حارس مرمى الخصم. وينبغي أن يبعد حارس المرمى عن رامي الكرة بمسافة 3 أمتار يتم تحديدها بعلامة صغيرة على أرض الملعب. وعلى بقية اللاعبين البقاء خلف خط الرمية الحرة إلى أن يتم تنفيذ الرمية. ويبدأ اللاعب في رمي الكرة فور سماع صفارة الحكم. وهذه الرمية شبيهة بضربة الجزاء في كرة القدم. ولكنها في الوقت نفسه أكثر شيوعًا وانتشارًا، وعادةً ما تحدث عدة مرات في اللعبة الواحدة.
*الجزاءات:
توقع جزاءات على اللاعبين في حالة ارتكابهم مخالفات تستلزم العقاب، وليس مجرد رمية حرة. وتوقع هذه الجزاءات في حالة ارتكاب خطأ جسيم ضد أحد لاعبي الفريق المنافس (على سبيل المثال، الإمساك بأحد اللاعبين أو دفعه أو الاصطدام به أو طرحه أرضًا أو القفز عليه)، بالإضافة إلى لمس اللاعب من الجنب أو من الخلف. فجميع هذه التصرفات تعد مخالفةً لقواعد اللعب ويتعرض مرتكبها للجزاء. كما أن أية مخالفة لقواعد اللعب من شأنها أن تتسبب في منع فرصة أكيدة في إحراز هدف سيقابلها منح رمية جزاء للفريق الآخر.
وفي حالة إذا ما صدر عن لاعب سلوك غير قانوني على أرض الملعب، فسيجازيه الحكم بإخراج الكارت الأصفر إنذارًا له. أما إذا كان الخطأ جسيمًا، ففي هذه الحالة يقوم الحكم بإيقافه عن اللعب في الحال لمدة دقيقتين، بدلاً من إنذاره. في الظروف العادية، لا يتم حرمان اللاعب من اللعب لمدة دقيقتين إلا بعد حصوله على إنذارين.ولو تم إيقاف لاعب 3 مرات عن اللعب لمدة دقيقتين في كل مرة، فسيخرج له الحكم في المرة الرابعة كارتًا أحمرًا إذا صدر عنه سلوك مخالف لقواعد اللعب. فالكارت الأحمر معناه طرد اللاعب من الملعب وإيقاف فريقه عن اللعب لمدة دقيقتين. وقد يحصل اللاعب في بعض الحالات على كارت أحمر في الحال وذلك في حالات الجزاءات الصارمة والقاسية. على سبيل المثال، إذا قام لاعب بمسك أحد لاعبي الخصم من الخلف لمنعه من تسجيل هدف أثناء هجومه بسرعة باتجاه المرمى، فهذا السلوك يندرج ضمن المخالفات التي ينال اللاعب على ارتكابها كارتَأحمر. وعلى اللاعب الذي حصل على كارت أحمر الخروج من الملعب بالكامل. كما أنه يمكن استبداله بلاعب آخر، عقب مضي دقيقتين؛ مدة الإيقاف عن اللعب. والجزاءات لا توقع فقط على اللاعب، بل يمكن أيضًا معاقبة المدرب/الإداري إذا صدر منه سلوك غير قانوني. فإذا تم إيقاف مدرب/إداري لمدة دقيقتين، فهذا يعني إيقاف أحد لاعبي الفريق عن اللعب لمدة دقيقتين أيضًا – لاحظ أن المقصود من الجزاء ليس اللاعب نفسه، والذي يمكن استبداله بآخر، بل إن الجزاء يكمن في أنه بسبب خروج هذا اللاعب، أصبح فريق الخصم يزيد عدد لاعبيه عن هذا الفريق. وإذا اعتدى أحد اللاعبين على الحكم أو أحد اللاعبين أو أحد من الجمهور، فمن حق الحكم في هذه الحالة استبعاد اللاعب والإعلان عن ذلك من خلال الإشارة بذراعيه متصالبين؛ حيث أن هذه الإشارة تعني أنه على اللاعب الخروج من الملعب نهائيًا وحرمانه من اللعب حتى آخر المباراة وأن فريقه سيكمل بقية المباراة بدونه. وهذا الاستبعاد هو أشد جزاء يندرج ضمن قواعد كرة اليد. وإذا فقد اللاعب الكرة أثناء الهجوم، فعليه في الحال قذف الكرة بسرعة وإلا سيتم إيقافه عن اللعب لمدة دقيقتين. وفي حالة تباطؤ أي لاعب في تنفيذ أوامر الحكم من خلال الاعتراض شفهيًا على هذه الأوامر والجدال في القرارات الصادرة عن الإداريين، فسيتم إيقاف هذا اللاعب عن اللعب لمدة دقيقتين. وإذا كان سلوك اللاعب في هذه الحالة استفزازيًا، فسيتم إيقاف اللاعب مرةً ثانية عن اللعب لمدة دقيقتين إذا لم يمتثل في الحال لقرار الحكم ويخرج بسرعة من الملعب إلى المقاعد بعد حصوله على هذا الجزاء، أو إذا رأى الحكم أن اللاعب يتعمد أن يتباطأ في تنفيذ الأوامر. والاستبدال غير القانوني؛ أي استبدال للاعب لا يتم داخل منقطة الاستبدال المخصصة، أو دخول أحد اللاعبين إلى الملعب قبل خروج الآخر تكون عقوبته الإيقاف المؤقت لمدة دقيقتين.
*خطط اللعب:
*تشكيلات الفريق على أرض الواقع.
مراكز الهجوم (حمراء)، ومراكز لاعبي الدفاع (زرقاء)، في تشكيل (5-1) في خطة الدفاع(مقالات ألمانية)
عادة ما يسمى اللاعبون تبعًا لمواقعهم على أرض الملعب. ويبدأ تشكيل اللاعبين في كل فريق على أرض الملعب بدايةً من حارس المرمى، حتى يتسنى للمدافع على الجناح الأيمن التصدي لهجمات مهاجم الخصم على الجناح الأيسر. وعلى الرغم من ذلك، فإن المواقع الآتي ذكرها لا تكون مشغولة في جميع الأحوال؛ لأن ذلك يتوقف على تشكيل لاعبي الفريق على أرض الملعب والإيقاف المؤقت المحتمل حدوثه في أثناء المباراة.
*الهجوم:
الجناحان الأيسر والأيمن : يمتاز الجناحان الأيمن والأيسر بقدرتهما الفائقة على السيطرة على الكرة والقيام بالقفزات العالية من خارج منطقة المرمى للوصول إلى زاوية أفضل لتصويب الكرة باتجاه الهدف. وعادةً ما تقوم الفرق باختيار لاعب أيمن (يستخدم يده اليمنى) ليلعب كجناح أيسر ولاعب أعسر (يستخدم يده اليسرى) ليلعب كجناح أيمن.
المدافعان الأيسر والأيمن: يمكن للاعبي هذين المركزين إحراز الهدف الذي يسعيان له من خلال القفز عاليًا ورمي الكرة نحو المرمي من فوق رأس مدافعي الفريق الآخر. وهكذا، يتسم اللاعبون عادة في هذه المراكز بطول القامة.
مدافع خط الوسط:
يفضل أن يحتل هذا المركز اللاعب الذي يتمتع بخبرة واسعة؛ حيث يكون بمثابة صانع ألعاب. وهذا اللاعب في كرة اليد أشبه بلاعب هجوم خلفي في كرة السلة.
لاعبا الارتكاز (الأيمن والأيسر): وهذا اللاعب يقوم أيضًا بمهاجمة دفاع الفريق الخصم ويقوم بعمل مناورات والتصدي للتشكيل الدفاعي. ويتطلب ألا يتسم لاعب هذا المركز بمهارة عالية في القفز، ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن يتمتع بالقدرة على السيطرة على الكرة ولياقة وقوة بدنية كبيرة.
*الدفاع:
أقصى الجناح الأيسر وأقصى الجناح الأيمن: وهما خصما لاعبي الجناح.
نصفا الجناح الأيسر والأيمن: وهما خصما المدافعين الأيسر والأيمن.
لاعبا الوسط الخلفي (الأيمن والأيسر): وهما خصما لاعبي الارتكاز.
لاعب الوسط الأمامي: وهو خصم لاعب الوسط، كما أنه يكون خصمًا لأحد المدافعين.
*اللعب الهجومي:
وتسود مهمة الهجوم في الملعب مثلها في ذلك مهمة الدفاع. وهناك ثلاثة أنواع للهجوم في كرة اليد والتي تختلف فيما بينها في السرعة. وهذه الهجمات الثلاثة يتم ترتيبها تنازليًا تبعًا لنسبة نجاحها كالتالي:
*الهجوم السريع الفردي:
يحدث الهجوم السريع الفردي في حالة عدم وجود مدافعي الخصم حول الحدود الخارجية للمرمى. وتكون نسبة نجاحه كبيرة للغاية؛ حيث لا يوجد ما يمنع الرامي في طريقه نحو المرمى لإحراز هدف. ومثل هذه الهجمات عادةً ما تنفذ بعدما ينجح لاعب في اعتراض تمريرة أو خطف الكرة من لاعب الخصم، وإذا قام فريق الدفاع بالهجوم بسرعة. وعادةً ما يقوم أقصى الجناح الأيسر/أقصى الجناح الأيمن بشن الهجمات لأنه غير ملزم مثل غيره من اللاعبين بالدفاع. وفي حالة فقدان الاحتفاظ بالكرة من جانب أحد لاعبي الخصم، يقوم أي من هذين اللاعبين في الحال بالجري للأمام بأقصى سرعة ممكنة لخطف الكرة والجري بها إلى منتصف المسافة من مرمى الخصم. ولذا، يختص لاعبو هذين المركزين بمهارة فائقة في الجري.
*الهجوم السريع الجماعي:
إذا لم ينجح الهجوم السريع الفردي واتخذ بعض مدافعي الخصم مواقعهم حول منطقة المرمى، فقد حان الوقت في تنفيذ الهجوم السريع الجماعي. وفيه، يتقدم باقي اللاعبين للأمام من خلال تمريرات سريعة حتى يسد الثغرات الموجودة في صفوف مدافعي فريقهم. وإذا تمكن أي لاعب من الفريق الخصم من التقدم إلى حدود المرمى أو الإمساك بالكرة في هذه النقطة، فلن يمكن إيقافه من التقدم وإحراز هدف طبقًا لقوانين اللعبة. ومن هذا الموقع، ينجح هذا الهجوم بنسبة كبيرة للغاية ويتمكن اللاعب من إحراز هدف. ولقد أصبح الهجوم من هذا النوع أكثر أهميةً مع وجود قاعدة "الرمية السريعة الطائرة".
*الهجوم المنظم (هجوم المراكز):
سرعان ما يزول نجاح الهجوم السريع الجماعي بمقدار كبير؛ حيث إن مدافعي الخصم بعدها يحاولون سد الفجوات الموجودة حول منطقة المرمى لتشكيل خط دفاع قوي. وفي الهجوم المنظم يستخدم المهاجمون أساليب هجوم معروفة والتي عادةً ما تتضمن تمرير الكرة بين المدافعين، الذين يقومون بعد ذلك بتمرير الكرة من خلال فجوة إلى لاعب الارتكاز أو يصوبون الكرة نحو الهدف من خلال القفز عاليًا من المنطقة الخلفية للمرمى أو يحاولون إبعاد دفاع الخصم عن الجناح.
ويصبح الهجوم المنظم هجومًا عاديًا عندما يصل جميع المدافعين إلى منطقة المرمى ويتخذون مواقعهم المعتادة. وبعض الفرق تستبدل بعض لاعبي الهجوم. غير أن هذا يعني أنه يتحتم على الفريق الخصم أن يبادر بالهجوم بعد التغيير الذي حدث في الفريق الآخر. وهذا يعود بالفائدة على الفريق الآخر خاصة الفرق التي يتمتع لاعبوها بالرشاقة وسرعة الحركة.[بحاجة لمصدر] وفي حالة إذا ما تباطأ فريق الهجوم في تصويب الكرة ناحية مرمى الخصم، فمن حق حكم المباراة أن يعتبر ذلك لعبًا سلبيًا (فمنذ عام 1995 تقريبًا، بدأ الحكام في إعطاء إنذار سلبي قبل الاعتبار الفعلي باللعب السلبي في المباراة، وذلك عن طريق رفع أحد يديه لأعلى في الهواء إشارةً منه إلى أنه يتحتم على فريق الهجوم تصويب الكرة باتجاه الهدف على الفور)، ومنح فريق الخصم حق السيطرة على الكرة. وستبدأ أية هجمة جديدة بالتصويب على مرمى الهدف أو ارتكاب أية مخالفة لقواعد اللعب والتي أسفرت عن إنذار اللاعب المخالف أو إيقافه عن اللعب لمدة دقيقتين، مما يؤدي إلى تثبيط همة الفريق المعاقب. ولكن لن يمكن منع تصويب على المرمى أو عمل رمية حرة عادية.وفي حالة نجاح الدفاع في صد الكرة بعيدًا عن المرمى أو تنفيذ رمية حرة، فلا يترتب على ذلك بداية هجمة جديدة. وبذلك، لن يتمكن فريق الهجوم من تعطيل اللعب لفترة غير محددة؛ حيث يصعب عليه اعتراض أية تمريرة دون فتح الطريق المؤدي إلى مرمى الهدف في الوقت نفسه.
*اللعب الدفاعي:
في العادة، يكون التشكيل خط الدفاع لفريق كرة اليد على أرض الملعب (6-0)؛ حيث يصطف جميع لاعبي الدفاع بين خط 6 متر وخط 9 متر لتكوين حائط صد. وقد يكون التشكيل (5-1)؛ حيث يقوم أحد اللاعبين بتصويب الكرة نحو المرمى عندما يتحرك خارج خط 9 متر، بينما يظل بقية لاعبي الدفاع الخمسة مصطافين عند خط 6 متر. أما التشكيل الأقل استخدامًا في كرة اليد، فهو (4-2) عندما يتقدم اثنان من المدافعين خارج خط الدفاع. وتستخدم الفرق التي يتمتع لاعبوها بمهارة فائقة في الجري التشكيل الدفاعي (3-3)، الذي يشبه وضع مراقب على كل لاعب. ومما لا شك فيه أن الأسلوب الخاص بتشكيل اللاعبين من مهاجمين ومدافعين على أرض الملعب يختلف بدرجة كبيرة من دولة لأخرى؛ حيث أن لكل دولة خطة اللعب الخاصة بها. وفي بعض الأحيان يطلق على التشكيل الدفاعي (6-0) "الدفاع المباشر"، بينما يطلق على باقي أنماط التشكيل "الدفاع الهجومي".